لا تدع الهوى يصم سمعك ويعمي بصرك وبصيرتك، ولا تأسرك الشهوات واعتبر من قصة هذه الفتاة التي تركها أبوها دون توجيه ودون تربية وأعطاها الحرية،في أن تلبس ما تريد وتشتري ما تريد،وتخرج متى تشاء،وترافق من تريد،وتشاهد من القنوات ما تريد،فانحرفت، تقف يوم القيامة أمام ربها تقول يا رب لا أدخل النار قبل أن يدخل أبي قبلي لأنه سبب جهالتي وانحرافي، رآني ألبس اللباس الضيق الفاتن المحرم فلم ينهاني، رآني أتابع البرامج الفاسدة على المحطات الفضائية فلم يمنعني ولم يقل لي هذا حرام وهذا لا يجوز ولم يضبط هذا الجهاز الخطير ولم يُزل هذه المحطات الفاسدة المفسدة، فلقد تعلمت التصرفات السيئة من هذه الأفلام والمسلسلات والأغاني وأصبحت أقلد تلك الممثلة في الفلم أو المسلسل الفلاني في انحرافها وخلاعتها ولباسها العاري، طمس فطرتي السليمة ولم يزرع في قلبي الحياء ولا الخوف منك يا ربي.
لقد أحسن من قال:
رأيت صلاح المرء يصلح أهله ويعديهم داء الفـساد إذا فــسد
يعظم في الدنيا بفضل صلاحه ويُحفظ بعد الموت في الأهل والولد
ومن قال:
من أجاب الهوى إلى كل ما يدعوه مما يضـل ضل وتاها
قد تكون النجاة تكرهها الــنفس وتأتي ما كان فيه أذاها
ومن قال:
رويدك لا تنس المقابر والبلا وطعم حمى الموت الذي أنت ذائقه
وأي هواً وأي لهوٍ أصــــبته على ثقة إلا وأنت مفارقه
إذا اعتصم المخلوق من فتن الهوى بخالقه نجـاه منهن خالقه
ومن قال:
يا أيها المرء المضـــيع دينه إحراز دينك خير شيء تصطنع
فامهد لنفسك صالحاً تجزى به وانظر لنفسك أي أمرٍ تتبـع
وامنع فؤادك أن يميل به الهوى واشدد يديك بحبل دينك وازع
ومن قال:
فتجنب الشهوات واحذر أن تكون لها قــتيلا
فلرب شــهوة سـاعةٍ قد أورثت حزناً طويلا
وتوق جهدك أن تـكون لكل ذي سُخفٍ دخيلا