حافلة ..؟؟!!

خطوت اولى .. خطواتي صغيرة .. أحبو ..
أذكر ... ضخمة هى الحافلة ...


نعم الجميع لازال هنا ..


اهتزت فى عنف .. هدير المحرك يزأر معلنا بداية رحلتي الأولى .. كم أنا سعيد ..
الكثير من الوجوه .. الجميع ينظر بفرح .. الكثير من الصخب ..



فجأه ..
هدأ زئير المحرك الى أن سكن ...
اتجهت وجوه الجميع إلى رجل يجلس فى نهاية الحافلة ...
اعتدل واقفا وتأهب للرحيل ... تنحى له البعض و أوسع البعض الأخر مكانا يمر منه ..
إلى أن وصل الى مقدمة الحافله نظر خلفه برهة و مضى ..


نزل من الحافلة ..


مضى القليل وعاد الصخب ثانية ...
البعض يبتسم فى زهو ..
آخرون يكسوا الأسى و الذل ملامحهم ...
واخرون يتابعون الباقين فى ذهول ...


غريبة هى الحافلة ...


الكثير من المحطات مرت ...
الكثيرمن الناس غادروها ...
قليل من غادرها باسما ...
الكثير غادرها فى لهفه وحزن ...
آخرون أبوا أن يغادروها حاولوا التشبث بها .. لكن هيهات .. لقد مرت و لم تبالي بمن خلفها ...
تعرفت على الكثير .. وعرفنى الكثير ايضا ...


عجيبة هى الحافله ...


أحببت جلستهم ..
لا بل عشقتها ...
يخيل لي اني سأعيش بها ...
مرت علي لحظات تمنيت النزول منها .. و أخرى تمنيت فيها أن أقيم داخل الحافلة ..


أبد الأبدين


لكم تمنيت معرفة ما خلف حدود هذه الحافله ..
ولكن البعض أنذرنى من هول ما خلفها ..


رائعة هى الحافلة ..


اليوم أكتب ما أكتبه ..
أتعرف لماذا ؟؟؟
إحساسي ينذرني بدنوا محطتي .... لا لست حزينا ..
بل اعجب .. أجل أعجب لحال هذه الحافله ..
الكثير مكث بها .. الكثير غادرها .. ألم يإن لها أن تقف ؟!
نعم .. سيأتى أوانها قريبا ... أرى الحزن يكسوا ملامحهم ...


لا تحزنوا ..



لقد كانت اقامتي عابرة ..
قطرة من قطرات الندى ..
عبير زهرة فى ربيع ..
قصيرة كانت جولتي ..
لكني أتعجب لحال هؤلاء الوافدين الجدد ..
نظرة بريئة تكسوا ملامحهم ...



أحببت مكوثى بجانبكم ..



الحافلة .. وصلت محطتي .



*****
وجدتها بأحد أدراج مكتبي العتيق ..